من دمشق ابتدأت حكايات المدن وفيها تنتهي حكاية البشرية إنها المدينة التي اختصها الله بالديمومة والخلود، بالعمَار والانتصَار، وقَرن اسمها باسم الماء الذي جُعل منه كل شيء حي. ابتدأ من دمشق النور حربه مـع الظلام وبها ينتصر ويستمر. قناديل العاشق حكاية ذلك النور الذي فرض نفسه في أزقتها حكاية حب وصراع بين اليقين والشك، بين الشر والباطل، إنها حكاية ذلك الصراع الأزلي بين كل الشر الذي يحاول دائماً قتل كل ما هو جميل، وبين الخير المتمثل حباً والذي يدافع كل قيمه الخيرة في عصر فرض فيه الاحتلال العثماني كل شروره على مدينة صارعت الشر بكل قوتها وانتصرت عليه واستمرت حكاية حبها، حكاية مائها وياسمينها في حالة عناق مع الإبدية. المكان الذي تدور فيه أحداث العمل هو حي الشاغور والزمان هو فترة الإضرابات التي سبقت قدوم أسعد باشا العضم إلى دمشق ولياً، حيث كان لفرقة الإنكشارية كبير الأثر على دب حالة الفوضى والرعب بين أهالي دمشق والعمل على سلبهم مقدرات عيشهم وإغراق المدينة في حالة من الفوضى . لم يعد سكان دمشق كسابق عهدهم يعودون إلى منازلهم متى أرادوا بعد أن فُقد الأمان في أزقة مدينتهم التي ما ان تغيب شمسها وينتصف ليالها حتى يخرج جند الإنكشارية إلى أزقتها يتعرضون للمارة ينهبونهم ويسلبونهم أمنهم في ظلمة الليل ووحشته. لم تفلح شكاية "زعيم الشاغور" أبو محمد السبع إلى القائم مقام عز الدين باشا في كبح جماح الأشرار بل على العكس تماماً تجاهل الباشا المكلف بإدارة شؤون الشام شكاية أهلها لكي يستمر في فرض ضريبة الحماية على الأسواق التي يغشى تجارها من نهبها. تأليف: خلدون قتلان اخراج : سيف الدين سبيعي