وحدن



في قرية صغيرة بازلتية منعزلة ساحرة بموقعها، خلابة في معمارها، لاتنتمي إلى مكان أو زمان نشهد قصة أرض حمَلت في بطنها كنزها.. ولعنتها حمَلت سلامها ودمارها.. كلهم على حق.. وجميعهم على خطأ تشهد الحلقات الأولى اختفاء الرجال من القرية بطرق غامضة، ومع تزايد حيرة النساء ومخاوفهن يبدأ تداول الحكايا عن لعنة ومؤامرة وراء اختفاء الرجال وترحيل أهل القرية طلباً لذهب مدفون تحتها. تقرر النساء حماية أنفسهن وتأمين الأكل والشرب ويبدأنَ برحلة استكشاف الماضي عبر سرد حكايا تبدو أسطورية وخرافية ولكنها مرتبطة بالواقع والحاضر، ترى النساء تواجداً غريباً لمعسكر بعيد ليعلمنَ أنّ أجانباً متواجدين فيه طمعاً بجمع قطع من خريطة قديمة تكشف مكان الذهب المدفون تحت القرية، وهم من خطفوا رجال القرية لكي يجبروا النساء على إعطائهم قطع الخريطة الاثني عشر المخفيّة في تمائم متوزّعة مع النساء ورثنها عن جدودهنّ دون أن يعرفنَ شيئاً عن الخريطة أو الذهب. تنقسم النساء بشرخ صراع الأجيال؛ فالشابات يردنَ أخذ حصة من الذهب والسفر بعيداً حيث الحياة والمستقبل، والكبيرات يردنَ البقاء والتضحية بالذهب مقابل عودة أزواجهن وأبنائهن المخطوفين، إلا أن خيبتهن الكبرى وحزنهن يبلغ مداه حين يعلمن أن الرجال لم يُخطفوا بل غادروا القرية باتفاق وتخطيط مع الأجانب ليدركنَ أنهن خسرنَ أبنائهن وأزواجهن وتحملنَ الخوف والعطش والمعاناة بسبب طمع الرجال بالذهب ورغبتهم بالتوقف عن العمل بالحقول والمغادرة نحو المدن والحياة الأفضل والتمتع بالمال، لتنقسم القرية من جديد إنما بين النساء والبنات من جهة والرجال والأجانب من جهة أخرى، ويدخلون بمفاوضات لا تنتهي على قطع خريطة الذهب ومستقبلهن واستمرارية العلاقات وجوهر الحياة. في الحلقة الأخيرة، ندخل مستشفى فيه شاب جريح ومعه امرأة تعتني به وتحكي له حكاية لتقتل الوقت الطويل، لنكتشف أنّ الحلقات التسعة والعشرين كانوا تمثيلاً للحكاية ولا توجد قرية حقيقية ولا أهلها.